المشاركات

العرافة

صورة
 الفصل التاسع   توضيح  (واجه نائل عقبة غير متوقعة. إلا أنه، وعلى غير عادته الهادئة، بادر بالاتصال مباشرة بالمسؤول في شبكة كي-نت، مصحوبًا بروح مرحة وكأن ما حدث لا يستحق القلق. وما لبثت المشكلة أن حُلّت بكفاءة، فكان امتنان نائل بالغًا، وأثنى بشدة على قوة شبكة كي-نت. لم يكن الإمبراطور ك شخصًا تقليديًا... بل اتّبع دومًا قاعدة غير مكتوبة: "اخد الفلوس، أعمل الشغل، واسيبك في حالك." وبعد تأسيس كي-نت، توافد عليه العملاء كما لو كانوا يبحثون عن مخلّصٍ تقني، بينما هو يظلّ في الظل... لا يظهر وجهه إلا لقلة معدودة. وكان نائل أحد هؤلاء القلّة.) ، لاحظ نائل ملامح الحيرة والانكسار على وجه عثمان. فمال عليه قائلًا بابتسامة خفيفة: ــ "إنت بتدور على الإمبراطور ك؟ لو محتاج توصله، أنا ممكن أبلّغه." نظر عثمان نحوه مباشرة، ولم يُخفِ غايته: ــ "بيقولوا إنه يقدر يلقى اى حد... وأنا عايز ألاقي شخص عن طريقه." رفع نائل حاجبه باهتمام، وسأله بنبرة مشوبة بالدهشة: ــ "مين الشخص اللي يخلّيك  عايزه كده ؟" همس عثمان: ــ "إبر الدكتور جوست التلاتاشر!" وفور سماعه هذا الاسم، الت...

العرافة

صورة
 الفصل الثامن لم يمرّ ثلاث دقائق، حتى كانت سيلا قد وصلت إلى هوية صاحبه الحقيقية. وللمفارقة... لم تكن المفاجأة صادمة. كانت سالي. سالي، التي كانت تعتبر سيلا خصمًا منذ بداية السنة، ليس لشيء سوى لأن الجميع التفّ حولها من دون مجهود. سيلا، التي لا تعبث حين تُمسّ سمعتها، بعثت برسالة قصيرة: تعالي فوق السطح خلال ربع ساعة، لو ما جيتيش، هبعت الأدلة للشرطة بتهمة التشهير ونشر فضائح جنسية. وبالفعل، لم تمضِ عشر دقائق حتى وصلت سالي، متخلّية عن حاشيتها المعتادة من الفتيات المُصفّقات والمتملّقات. وحين قابلت سيلا، رفعت صوتها بتحدٍ مصطنع: ـ "سيلا، إنتي جايبة الجرأة منين علشان تتهميني إني بنشر شائعات عنك؟" اقتربت منها سيلا ببطء، ثم رفعت يدها وضربتها بالقلم. تراجع وجه سالي وارتسم عليه الذهول، مدت يدها لوجنتها وسألت بذهول: ـ "إزّاي بتضربيني؟!" لكن سيلا لم ترد، بل أمسكت بشَعرها بعنف، وسحبت هاتفها، وأظهرت لها مقطع فيديو. ظهر في الفيديو وجهٌ آخر لسالي، لا يشبه صورتها المثالية التي تحب أن تُظهرها. كانت في غرفة خاصة، محاطة برجال ونساء، تنغمس معهم في تعاطي مواد ممنوعة. ابتسامتها المترنحة، همسات...

العرافة

صورة
  الفصل السابع   كان عثمان في حيرة من أمره. لم يكن في منزله غرف ضيوف إضافية بالفعل؛ فمنذ أن اشترى هذه الفيلا، لم يخطر بباله يومًا أن يسمح لأي شخص، مهما كانت صلته به، أن يبيت فيها. الجميع هنا كانوا من الخدم، ولكلٍ منهم غرفته الخاصة. أما سيلا، فلم تكن في مزاج يسمح لها بالكلمات الزائدة. قالت ببرود وهي تُشيح بوجهها عنه: "الليل اتأخر... نام بدري أحسن." لكن كيف له أن ينام، وهو يرى ضيفًا غير مرحب به يقتحم أقدس أماكنه؟ اقترب منها وانحنى قليلًا، صوته كان منخفضًا لكن فيه نبرة حادة: "طالما هنتشارك السرير من دلوقتي، يبقى لازم نتكلم بصراحة. في الآخر، النوم على سريري ليه تمن." كان جسده الطويل يحجب نصف ضوء المصباح، وهيبته التي ملأت المكان كأنها كابوسٌ ثقيل يصعب معه التنفس. سألته وهي تحاول السيطرة على قلقها: "عن إيه عايز تتكلم؟" سحب كرسيًا وجلس أمامها بهدوء، شبك ساقيه كمن يستعد لجلسة طويلة، ثم قال: "أتكلم عنكِ." ابتسمت بخفة مريرة: "هو سليم ما بعَتلكش تقرير عني كفاية؟" هز رأسه بإصرار: "في حاجات حابب أسمعها منكِ إنتي." ردّت بسخرية: "يعني ل...

العرافة

صورة
 الفصل السادس   وصلوا إلى فيلا بلو باي، ودخلت سيلا منزل عثمان لأول مرة، الذي كان يعكس فخامة وثروة فى كل مكان داخل وخارج الفلا . استقبلتهم خادمتان عند الباب؛ واحدة تُدعى منى، مسؤولة الشاي، والأخرى نهى، مسؤولة الطعام. قدّم سليم سيلا لهما وقال: - «دي الآنسة سيلا، ضيفة عثمان باشا هتعقد هنا شوية. ياريت طلباتها تبقى مجابه.» أومأت الخادمتان بالتحية، لكن سيلا لاحظت نظرة منى الحادة، كأنها بتحاول تعرف هى مين أو ايه علاقتها بعثمان باشا ولكن هاله سيلا وقوتها خلتها تنزل عينها عنها . لوّح سليم للخادمات وقال: - «روحوا شوفوا شغلكم، وأنا هأشرح للآنسة الفيلا.» --- بدأ سليم يعرفها على الفيلا، قائلاً: - «الدور الأول غرفة ليفينج. الدور التاني فيه غرف ضيوف ومكتب. أما الطابق التالت، فهو منطقة محظورة، ده المكان اللي بيستريح فيه عثمان باشا .» تابع سليم : - «الفيلا فيها 10 خادمين. غير الاتنين اللي قابلتيهم، باقي الخدم قليلًا ما بيدخلوا الفيلا.» ثم أضاف: - «أنا قولت الخدم قبل ما تجي إنك قريبة بعيدة لاعثمان باشا وإنك هتقعدي هنا مؤقتًا.» بعد أن فرغ سليم من عرض شرح الفيلا ، أضاف بصوتٍ هادئ يحمل نبرة الاطمئ...

العرافة

صورة
  الفصل الخامس   سألت إحدى الفتيات، بنظرة لا تخلو من الفضول: - "انتي فعلاً قطعتي علاقتك بعايلة التهامى بعد طلاق مامتك؟" سعلت سالى بخفة مصطنعة وقالت باستهزاء: - "هو النوع ده من الأسئلة ينفع؟! دى حقيقه معروفه فى الجامعه دلوقتى ... علشان الخلاف على ورث العايلة، اتحبست فى السجن!" تغيرت ملامح وجه جاسر، وقال بنبرة حادة: - "إحنا كنا مجتمعين عشان ناكل... بلاش سخافة على حساب سيلا." تصرفه المفاجئ، وميله للدفاع عن سيلا، ما فاتش على عثمان، اللي حس بشيء غريب في الموقف. غريزة عثمان نبهته... ابن عائله الصقر عنده اهتمام واضح ببنت التهامى. سالى ما توقعتش إن جاسر يحرجها بالشكل ده قدام الكل، وغيرتها من سيلا زادت. - "إحنا ما كناش بنتريق عليها... كنا بنتكلم عادي. فين الكلمة اللي ضايقتك؟" قالت بنت تانية بسخرية: - "هي مش دى الطفلة اللي عائلتها سابتها في الريف؟ ومش اتحبست كمان علشان سببت مشاكل ليهم؟" وقبل ما جاسر يرد، بصّت سيلا على سالى بابتسامة باردة. - "انتي مركزة معايا أوي كده ليه؟ لأن أميركِ الساحر دافع عني دلوقتى ، صح؟ احمرّ وجه سالي، " أنا مش ع...

العرافة

صورة
  الفصل الرابع   في وقت لاحق من ذلك اليوم، داخل مكتب مدير جامعة أيجه، كان احمد عمران يتحدث إلى سيلا بلطف: «الجامعة قررت تهد المبنى القديم الشهر الجاي... هتحتاجي تنقلي المعمل بتاعك.» ردت دون أن ترفع عينيها عن القلم: «لو نويين تحطوني في المبنى الجديد، يبقى لأ.» «ليه كده؟ ده فيه كل حاجة حديثة، وغرف تبريد، ومساحات واسعة!» قالت بحسم: «أنا مبحبش الزحمة. مالكش دعوة... انا هلاقى حل.» ثم وضعت صندوقًا صغيرًا على مكتبه بلا مبالاة، قائلة: «دي الهدية اللي كنت مديونالك بيها.» فتح الصندوق بتلهف، فوجد ثلاث كبسولات سوداء، تفوح منها رائحة أعشاب قوية. أخذت كبسولا، مسحتها، ووضعتها في فمه قائلة: «إنت مش بتمشي كويس... بتسهر، وبتدخن، وبتاكل مقلي، ضغطك مش ثابت، وكبدك وكليتك فيهم مشاكل. التلات حبوب دول هينقذوا حياتك لو جاتلك الازمه .» تابعت، وهي تهمس ليه: «بلاش تسوق الأسبوع الجاي. خلّيك في البيت بدري، ولو فاضي، اتبرع للجمعيات الخيرية...» سألت عمران، وهو يحاول كتم فرحته: «الدواء ده... والدك اللي بعته؟» أظلم وجه سيلا وهي تقول بصوت منخفض: «العجوز  الحقير ده مختفي بقاله أكتر من سنة... وأنا اللي عملت ...