العرافة

 



الفصل الخامس 

سألت إحدى الفتيات، بنظرة لا تخلو من الفضول:

- "انتي فعلاً قطعتي علاقتك بعايلة التهامى بعد طلاق مامتك؟"


سعلت سالى بخفة مصطنعة وقالت باستهزاء:

- "هو النوع ده من الأسئلة ينفع؟! دى حقيقه معروفه فى الجامعه دلوقتى ... علشان الخلاف على ورث العايلة، اتحبست فى السجن!"


تغيرت ملامح وجه جاسر، وقال بنبرة حادة:

- "إحنا كنا مجتمعين عشان ناكل... بلاش سخافة على حساب سيلا."


تصرفه المفاجئ، وميله للدفاع عن سيلا، ما فاتش على عثمان، اللي حس بشيء غريب في الموقف.


غريزة عثمان نبهته... ابن عائله الصقر عنده اهتمام واضح ببنت التهامى.


سالى ما توقعتش إن جاسر يحرجها بالشكل ده قدام الكل، وغيرتها من سيلا زادت.


- "إحنا ما كناش بنتريق عليها... كنا بنتكلم عادي. فين الكلمة اللي ضايقتك؟"


قالت بنت تانية بسخرية:

- "هي مش دى الطفلة اللي عائلتها سابتها في الريف؟ ومش اتحبست كمان علشان سببت مشاكل ليهم؟"


وقبل ما جاسر يرد، بصّت سيلا على سالى بابتسامة باردة.


- "انتي مركزة معايا أوي كده ليه؟


لأن أميركِ الساحر دافع عني دلوقتى ، صح؟


احمرّ وجه سالي، " أنا مش عارفه انتى بتكلمى على ايه ."


واصلت سيلا أكل سمكتها، "هو انتى مش فاهمه فعلا ولا عامله نفسك مش فاهمه ؟ علشان كلنا ملاحظين اهتمامك بجاسر."


وبعدين وجهت كلامها لجميع 

"كلكم شايفين إن المكان اللي عيشت فيه مش متطور كفاية، بس أنا شايف إن البساطة والوضوح فيه ليهم جمالهم الخاص."


"هناك مفيش حد بيقلل من التاني علشان هو من منطقة معينة، ومحدش بيتكلم عن أهل حد تاني أو يتدخل في خصوصياته."


وبعدين رجعت تانى وجه كلامها لسالى خدي بالك... الفهم الضيق بيخلي الواحد أضحوكة ."


ورد صقفت بإعجاب وقالت:

- "الله! جملة جامدة!"


حتى جاسر بص لها بنظرة إعجاب مكنش قادر يخبيها.


وفي خضم اللحظة، كانت سيلا بتضحك وانغمست في أكلها... لكن شوكة السمكة وخزت طرف صباعها.


اتجمدت للحظة، وظهر دم خفيف.


عثمان مد إيده بمنديل ورقي ومسح الدم بلطف.


الجو اتغير فجأة. نظرات الكل اترسم فيها صدمة صامتة... هو فعلاً السيد زهران بنفسه بيمسح جرحها؟!


سألها بهدوء:

- "تحبي تروحي المستشفى؟"


هزّت رأسها:

- "مش ضروري."


هو كان قاصد كده... واضح جدًا.


وفي نص العزومة، قامت سيلا رايحة الحمام، ولما خرجت... لقت عثمان واقف مستنيها عند الباب.


قال بهدوء:

- "مش شايفة إنك لازم تقوليلي حاجة؟"


- "انت مين... هو إحنا نعرف بعض؟"


ضحك عثمان وهو يقول:

- "يعنى إحنا صحينا في نفس السرير من يومين، وبتقولي ما نعرفش بعض؟!"


مدّت سيلا إيدها للقناع في جيبها بتلقائية، لكنها تذكرت:

- "طالما الحرس حوالينا، محدش هيقرب."


رجّعت إيدها وقالت:

- "طيب... تحب أقولك إيه؟"


- "قوليلّي انتي مين."


ابتسمت بسخرية:

- "إنّا طالبة في جامعة ايجه؟ معلومة مخالفة للتحقيق بتاعك، صح؟"


سكت عثمان للحظة، وبعدين قال:

- "قبل كده، كنت شايفك مجرد بنت فوضوية، بتغيب، وبتخانق وبتكسر، وبتكره الدراسة."


- "ما كدبتش. ده فعلاً كان روتيني. حتى بعد ما دخلت ايجه، حضرت يادوب محاضرتين. تقاريرك مش غلط أوي."


وقبل ما تمشي، قالت بهدوء:

- "نظام البلدية قرب يشتغل تاني. ممكن نرتب زيارة تانية."


رفع حاجبه وقال:

- "عن الطلاق؟"


- "عن الجواز."


- "طيب... ولو حصلت كارثة تاني؟"


لبست القناع وقالت بهدوء:

- "ساعتها هحلها."


عثمان، اللي دايمًا كان بيخفي مشاعره، بان عليه الانبهار.


وفي نهاية العشاء، عرف الكل إن عثمان دفع الحساب قبلهم.


سالي حسّت إن ده رفع مكانتها بين زمايلها، لكن الحقيقة؟ جاسر شاف الصورة أوضح... عثمان ما كانش بيهتم بسالي، هو كان مهتم بسيلا


حس الرجالة نادرًا ما يغلط.


أما بالنسبة لسيلا، فـ سالي وجاسر كانوا مجرد معرفه سطحيه ، نسيتهم أول ما خرجت من المكان.


رجعت للبيت، مرهقة بعد ليلة تجارب، ورغم إنها خدت قيلولة، فضلت تعبانة.


استحمت بمية سخنة، ونامت بعمق.


ولما فتحت عنيها، لقت نفسها متشابكة مع جسم راجل.


كان نايم جنبها... عثمان.


وجهه وهو نايم كان هادي، بعيد عن تحكّمه المعتاد.


وضعيتهم كانت قريبة جدًا... أقرب من اللازم.


الجمله اللي طنت في دماغها كانت: "كابليز جميل"


فزعت، وبدأت تهزه:

- "إنت بتعمل إيه هنا؟ مش قادر تنام إلا في سريري؟!"


اتنفض عثمان، ولسه عقله مش مستوعب، وبعد لحظة... هاجمت "سيلا" بشكل لا إرادي.


وقعت سيلت جواه، وسط ذراعيه.


حاولت تفلت، بس أدركت إنها لابسة قميص نوم خفيف، بالكاد مغطي جسمها.


في الوقت ده من الصبح... مشاعر الرجالة بتبقى مثاره، وخصوصًا قدام ست جميلة.


بأنفاس مضغوطة، قال:

- "إزاي أنا على سريرك؟"


حاولت تبعد وقالت:

- "بص حواليك... ده سريري ولا سريرك؟"


بص عثمان، واستوعب أخيرًا.

- "حادثة خارقة تانية؟!"


تاني مرة يحصل كده... بقوا خلاص متعودين.


زي المرة اللي فاتت، طلعت سيلا فيديو المراقبة.


كل حاجة طبيعية لحد بعد نص الليل... الشاشة بتفصل تلات ثواني، وبترجع.


ولما بصّت جمبها، لقت عثمان.


تبادلوا نظرات مش فاهمين... ليه ده بيحصل بالذات ليهم هما الاتنين؟


سألت فجأة:

- "إنت نمت امتى؟"


- "حوالي نص الليل."


هزّت راسها بتفكير:

- "يعني لازم ننام احنا الاتنين عشان يحصل كدا؟"


- "مش دايمًا. أنا نمت في سريري امبارح."


- علشان أنا منمتش امبارح خالص ؟"


الوضع بقى اكيد كل ما هنام هيحصل كدا... مش صدفة.


عثمان سكت، وغرق في تفكيره.


قال عثمان بهدوء:

- "فاضيه تقابلى حد؟ من عالم السحر... كان صديق لأبويا زمان."


---


ترددت سيلا قليلًا، ثم قالت:

"إنت مش خايف علاقتنا تنكشف؟"


أجابها عثمان بثقة هادئة:

"الشخص ده نقدر نثق فيه."


قالت سيلا بعد لحظة صمت:

"لو إنت موافق، أنا كمان تمام..."

رغبتها في معرفة الحقيقة كانت تزداد كل لحظة.


تمامًا كما حدث من قبل، حين ظهر فجأة على سريرها، كان عثمان يرتدي طقم نوم حريري بالكامل، لم يغيّره.


ولو أراد الخروج، فعليه أن يتصل بسليم ليساعده. وبعد ساعة تقريبًا، عاد سليم ليطرق باب منزل سيلا، حاملًا حقيبة صغيرة في يده.


وحين رأى رئيسه جالسًا على مائدة الطعام يتناول إفطاره، بدأ يشكّ في بصره.


دعت سيلا سليم للدخول قائلة:

"اتفضل، اقعد. هيمشي أول ما يخلص أكل."


رغم أن سليم مرّ بكثير من المواقف في حياته، إلا أن المشهد ده تحديدًا كان صعب التصديق... لم يستوعب بسهولة أن الشخص الجالس أمامه هو عثمان زهران المعروف بهيبته.


وبينما كان سليم في صراع داخلي، أنهى عثمان إفطاره، ثم سرد كل ما جرى بعد أن استمع للقصة سليم. بدا عليه الصدمة.


"يعني حضرتك، وإنتي كمان يا آنسة سيلا، اتعرضتوا لحاجة خارقة للطبيعة؟"


تحول وجه عثمان إلى الجدية، وقال:

"لازم نقابل السيد داوود."


كان السيد داوود شخصية مرموقة في عالم السحر والتنجيم، وسبق أن كان العرّاف الخاص بوالده جلال زهران. تعامل عثمان معه من قبل، وكان يعلم أنه رجل صادق، يمكن الوثوق به.


سريعًا، رتبوا موعدًا ومكانًا للقاء، وكان في مقهًى معزول بعيد عن الأنظار. وقبل ما يخرجوا، اتصل سليم بصاحب المقهى، وأبلغه بشكل  مباشر أن المقهى هيكون مغلق لحجز خاص، بما إن عثمان حجز المكان كله، ونبّهه إنهم ميقدموش خدمة للزباين في اليوم ده.


كانت سيارة عثمان الفاخرة مركونة كالعادة قدام بوابة المجمع السكني.


وحين خرج عثمان وسيلا، ماشين جنب بعض، لم يستطع سليم أن يُخفي إعجابه بالمشهد، وشعر للحظة إنهم فعلاً بيكملوا بعض.


لكن سيلا، لما شافت عربية عثمان، تغير تعبير وجهها تدريجيًا، وقالت:

"كل واحد فينا يروح لوحده."


كشر عثمان:

"مش هنروح سوا؟"


أخرجت سيلا مفتاح سيارتها، ووجهته لعربية دفع رباعي لونها اسود كانت راكنة على جنب الطريق. ضغطت على الزر، وفُتح القفل.


وبهدوء، ركبت مقعد السائق، ولوّحت لهم بإيدها، وقالت بابتسامة:

"أشوفكم هناك."


ظلّ سليم وعثمان واقفين في أماكنهم وهما بيتابعوا العربية وهي بتبعد فى حاله ذهول.


في اللحظة دي، قال سليم بعد ما رجع له تركيزه:

"الانسه سيلا بتعرف تسوق وعندها عربيه 

نظر له عثمان بنظرة باردة، وقال:

"الملف بتاع سيلا اللي كان على مكتبي... من أسوأ التحقيقات اللي عملتها في حياتك."


شعر سليم بالإحراج، ولم يجد ما يردّ به.


وعندما وصلت سيارة عثمان إلى المكان المتفق عليه، وجد أن سيلا قد سبقته بالفعل.


دخلوا الثلاثة إلى المقهى معًا، فاستقبلهم صاحب المكان بترحاب واحترام، وقال:

"السيد داوود مستنيكوا من شوية."


نظر عثمان إلى سيلا وقال بهدوء:

"يلا."


ما كانتش سيلا متوقعة إن السيد داوود يكون عدى المية سنة...

كان لابس بدلة أنيقة، وشعره أبيض، لكن ملامحه شابة، وعينيه فيهم حكمة وهالة روحانية.


قال وهو يبتسم:

"عثمان، نورتني."


ثم وضع فنجان الشاي من إيده، لكنه فضّل يثبت نظره على وجه سيلا.


وبعد ما ركّز فيها كويس، ضحك وسأل:

"هي دي اللي كنت بتحكيلي عنها؟"


فهم من النظرة الأولى إن سيلا جزء من نفس الدائرة.


جلس الجميع، فقدمها عثمان قائلًا:

"اسمها سيلا صالح."


ابتسم داوود، وعيناه مليئتان بالغموض.

" انا عارف كويس إنتوا جايين ليه."


تفحّص عثمان وسيلا بنظراته، وقال:

"في حياتي الطويلة، أول مرة أقابل مصير زي بتاعك، يا بنتي."


ثم نظر لها وسأل:

"إنتِ البنت اللي ساكنة جنبه، صح؟"


عثمان ما فهمش يقصد إيه، لكن سيلا فهمت، وقالت:

"يعني ليا علاقة باللي حصل؟"


لم يرد داوود، بل وجه كلامه لاعثمان:


"من عشر سنين، أبوك واجه كارثة كانت هتقتله...

ماحدش قدر يساعده، وكان خلاص مصيره معروف."


كشر عثمان، وحاول يتذكر حاجة...

كان وقتها عنده ستاشر سنة، ومفيش حاجة معينة افتكرها.


تابع داوود:

"اللي أنقذه كان واحد من الكبار، ووعده يطول عمره عشر سنين بشرط... إنّه هو ال يزوج وريث عيلة زهران."


كان جلال معروف بعلاقاته النسائية، ولسنوات فضل كده، لحد سن 46 فتح صفحه جديده لما قابل نرمين الحكيم ، والدة عثمان.

كانت من عيلة علماء، وست محترمة بكل معنى الكلمة.


ورغم إنهم من عالمين مختلفين، إلا إنهم فهموا بعض واتفقوا،

ووافقت تبقى زوجته، بشرط إنها تكون السيدة الوحيدة في بيت زهران.


ونظرًا لمكانتها، أصبح عثمان هو المحبوب والمفضل بين كل أبناء جلال،

واتورث المكانة النبيلة كخليفة رسمي للعائله .


وكان تاريخ العيلة ده معروف، مش سر على حد.


قالت سيلا وهي بتحاول تفك طلاسم الكلام:

"يعني الراجل اللي ساعده ده... هو نفس العجوز الحقير؟"


توقف داوود للحظة، وارتعشت شفايفه من الكلمة.


وقال بنبرة فيها حذر:

"لو هنتكلم عن المقامات، الراجل ده أقدم حتى من أجدادي."


سأل عثمان:

"مين الشخص ده؟"


لكن سيلا قاطعته وقالت ساخرة:

"راجل عجوز، محدش قادر يموته، حتى عزرائيل مش طايله!"


نظر لها داوود بدهشة، لكنه ما قالش حاجة.


في لحظات توترها، كانت سيلا بتلف القلم في إيدها بشكل لا إرادي.


سأل داوود:

"القلم ده معمول من خشب مصدوم؟"


أجابته سيلا وهي شارده:

"يمكن."


من سنة، اختفى الراجل العجوز ده بشكل مفاجئ، وماحدش عرف عنه حاجة.


سأل عثمان، كاتمًا شكوكه:

"ممكن اعرف ، في حل لللي بيحصل بيني وبين سيلا؟ كل ليلة بنصحى لقينا نفسنا في نفس السرير!"


رد داوود ببساطة:

"مش حدث خارق... دي رابطة زوجية."


انصدم الاتنين، فقال داوود مكمّل:

"دي مش لعنة، دي رابطة... مصيركم مرتبط ببعض. أول ما يحصل الزواج الكامل، حياتكم هتتشابك."


قال عثمان باستغراب:

"بس إحنا سجلنا من سنة، ومعرفناش بعض غير من أيام!"


"ولو كانت الرابطة مرتبطة بالعقد، ليه ما حصلش أي حاجة قبل كده؟"


ضحك داوود:

"بعد ما اتقابلتوا، رحتوا تطلقوا، صح؟"


رد عثمان:

"آه، اتفقنا على الطلاق."


فرد داوود بنبرة فيها معنى أعمق:

"طب الطلاق حصل بسهولة؟"


افتكر عثمان وسيلا ساعتها ورق الطلاق اللي اتحرق بالبرق، والرعد اللي نزل فجأة.


سألت سيلا:

"يعني إحنا من غير قصد، فعلنا الرابطة دي؟ ولما حاولنا نطلق، بقينا نروح لنفس السرير واحنا نايمين؟"


رد داوود بهدوء:

"بالضبط... دي أصعب حاجة في الرابطة. الطلاق بالعافية هيسبب مشاكل كبيرة، وكل ما تحاولوا تفكّوها غصب، هتخسروا مع بعض."


بصّ لسيلا وقال بهدوء:

"إحنا من نفس الدائرة... وإنتِ فاهمة كويس ده معناه إيه."

وبما أن كان فى هذه الدائره لفتره طويله  فكان عارف من أول نظرة إن سيلا مش بسيطة، وإن قوتها مش باينة على السطح.


سيلا كانت سامعة عن الرابطة دي قبل كده...

لكنها ماكنتش متخيلة إن العجوز الحقير هو اللي فرضها عليها.


سأل عثمان بهدوء:

"طب... في طريقة نفك بيها الرباط ده؟"

ضحك السيد داوود ضحكة غامضة: "استمرار نسلكم ممكن يفك رابطه الجواز ."


استمرار نسلنا ؟

اه يعنى لازم تخلفوا طفل علشان ممكن تتفك 


كان عثمان وسيلا مذهولين، وسليم ، الذي كان يشاهد المشهد بصمت، وجد نفسه عاجزًا عن الكلام أيضًا. بعد أن غادر السيد داوود، عاد الهدوء ليملأ الغرفة، وكسر عثمان الصمت سائلاً سيلا:

- «إيه رأيك؟»


أوقفت سيلا قلمها وهو يدور في يدها، وقالت بهدوء:

- «فيه فعلًا حل ممكن ينجح.»


نظر عثمان إليها بترقب:

«قولي»


ابتسمت سيلا وقالت:

- «الليلة اللي قبل امبارح ما نمتش خالص، وفي اليوم اللي بعده مفيش حاجة غريبة حصلت. يعني طالما حد فينا ما بينمش بالليل، ممكن نعيش حياتنا من غير ما نتدخل في شؤون بعض.»


تنهد سليم وتكلم :

- «ده منطقي، بس لازم واحد يفضل صاحي طول الليل.»


نظرت سيلا إلى عثمان بجدية:

- «طب وإيه رأيك في التضحية دي؟»


ضحك عثمان ساخرًا:

- «حتى لو والدي مدين لوالدك، في طرق تانية نرد بيها الجميل. مش لازم أضحي بزواجي علشان كده، وكمان محدش سألني عن رأيي من الأول.»


شعرت سيلا وكأنها الضحية في القصة، لكن فجأة تذكرت كلام ذلك العجوز الحقير في طفولتها، عن حياة غير عادية ومليانة مخاطر، وأن الزواج من شخص عنده خريطة فلكية خاصة ممكن يخفف عنها.


هل يكون عثمان هو الرجل اللي اختاره لها ذلك العجوز؟


شعرت بالذنب وطلبت منه:

- «طيب، لو أنت عندك حل، قول!»


ابتسم عثمان وقال مازحًا:

- «طب ايه رأيك نعيش مع بعض!»


---


كان سليم، كونه شاهدًا على هذه الأحداث الغريبة، مكلفًا بمساعدة سيلا في الانتقال. ومع ذلك، كان يشعر أن ما يحدث غير واقعي بعض الشيء.


عندما جاء ليأخذها، رأى حقيبتها الخفيفة في يدها.

- «آنسة سيلا، خلصتى ولا لسه قدامك شويه»


أغلقت الباب خلفها وقالت:

- « ايوه خلصت يلا بينا.»

عندما رأت وجه سليم مشتت استغلت ده وعملت بايدها ختم لما حست بحاجه غريبه فى الاجواء

بس سليم مالافتش انتباه اي حاجه بتعملها 

وسالها انتى هتنتقلى بالشنطه دى بس 

ردت عليه "أنا هغير مكان نومى بس مش لازم انقل البيت كله "

إلى جانب ذلك، لم تكن قد أنهت عقد إيجارها لأنها أرادت أن يكون لديها خطة احتياطية .


تحرك سليم لحمل أمتعتها. " اتفضلى هوصلك بالعربيه . فيلا السيد زهران ."


رفضت سيلا عرضه" دى شنطه خفيفه مش محتاجه توصلني ادينى العنوان أنا هروح بعربيتى .


ابتسم سليم وقال:

- «المنطقة اللي ساكن فيها عثمان باشا مش سهل الدخول ليها، محتاجة تصاريح. لو مش هيضيقك، ممكن أنا اسوق عربيتك .»


ردت سيلا بلا تردد:

- «شكرًا يا استاذ سليم.»


ابتسم سليم:

- «بصراحة، ممكن تناديني سليم بس ، حضرتك فى النهايه زوجه عثمان باشا .»


ردت بحذر:

- «مش فارقة، في الآخر إحنا مش زوجين حقيقين »


---


في الطريق، بدأ سليم يسألها:

- «لو إنتي بتقدري تسوقي، ليه ما شوفتكيش بتسوقي قبل كده؟»


ردت بصراحة:

- «العربية كانت فيها مشكلة صغيرة، ولسه متصلحه من فترة.»


وسليم سألها بعد تردد:

- «عائلة التهامى ما دفعولكيش تعويض؟»


كانت سيلا هادئة جدًا:

- «أمي لما انفصلت ما أخذتش ولا قرش، اخدتنى أنا بس.»


حزن 

سليم على الموقف، وعرف أن عائلة التهامى ليست نزيهة.


لكن كان في حاجة لفتت انتباه سليم:

- «آنسة سيلا، إزاي شايفة انهيار نظام الأمن اللي عملته جنى فجأة؟»


كان سليم واثق في قدرات جنى، وإلا ما كانش فندق key هيستخدم نظامها الحاصل على جوائز. لكن سيلا اكتفت بالرد:

- «بصفتي حد من بره، ما عنديش رأي في الموضوع.»


صدم سليم من ردها ، لأن متاكد أن سيلا عارفه حاجات كتير بس بتظاهر على أنها متعرفش حاجه.

     ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

استمتعوا بالفصل 🥰🥰🥰


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العرافة

العرافة

العرافة