المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

العرافة

صورة
  الفصل الخامس   سألت إحدى الفتيات، بنظرة لا تخلو من الفضول: - "انتي فعلاً قطعتي علاقتك بعايلة التهامى بعد طلاق مامتك؟" سعلت سالى بخفة مصطنعة وقالت باستهزاء: - "هو النوع ده من الأسئلة ينفع؟! دى حقيقه معروفه فى الجامعه دلوقتى ... علشان الخلاف على ورث العايلة، اتحبست فى السجن!" تغيرت ملامح وجه جاسر، وقال بنبرة حادة: - "إحنا كنا مجتمعين عشان ناكل... بلاش سخافة على حساب سيلا." تصرفه المفاجئ، وميله للدفاع عن سيلا، ما فاتش على عثمان، اللي حس بشيء غريب في الموقف. غريزة عثمان نبهته... ابن عائله الصقر عنده اهتمام واضح ببنت التهامى. سالى ما توقعتش إن جاسر يحرجها بالشكل ده قدام الكل، وغيرتها من سيلا زادت. - "إحنا ما كناش بنتريق عليها... كنا بنتكلم عادي. فين الكلمة اللي ضايقتك؟" قالت بنت تانية بسخرية: - "هي مش دى الطفلة اللي عائلتها سابتها في الريف؟ ومش اتحبست كمان علشان سببت مشاكل ليهم؟" وقبل ما جاسر يرد، بصّت سيلا على سالى بابتسامة باردة. - "انتي مركزة معايا أوي كده ليه؟ لأن أميركِ الساحر دافع عني دلوقتى ، صح؟ احمرّ وجه سالي، " أنا مش ع...

العرافة

صورة
  الفصل الرابع   في وقت لاحق من ذلك اليوم، داخل مكتب مدير جامعة أيجه، كان احمد عمران يتحدث إلى سيلا بلطف: «الجامعة قررت تهد المبنى القديم الشهر الجاي... هتحتاجي تنقلي المعمل بتاعك.» ردت دون أن ترفع عينيها عن القلم: «لو نويين تحطوني في المبنى الجديد، يبقى لأ.» «ليه كده؟ ده فيه كل حاجة حديثة، وغرف تبريد، ومساحات واسعة!» قالت بحسم: «أنا مبحبش الزحمة. مالكش دعوة... انا هلاقى حل.» ثم وضعت صندوقًا صغيرًا على مكتبه بلا مبالاة، قائلة: «دي الهدية اللي كنت مديونالك بيها.» فتح الصندوق بتلهف، فوجد ثلاث كبسولات سوداء، تفوح منها رائحة أعشاب قوية. أخذت كبسولا، مسحتها، ووضعتها في فمه قائلة: «إنت مش بتمشي كويس... بتسهر، وبتدخن، وبتاكل مقلي، ضغطك مش ثابت، وكبدك وكليتك فيهم مشاكل. التلات حبوب دول هينقذوا حياتك لو جاتلك الازمه .» تابعت، وهي تهمس ليه: «بلاش تسوق الأسبوع الجاي. خلّيك في البيت بدري، ولو فاضي، اتبرع للجمعيات الخيرية...» سألت عمران، وهو يحاول كتم فرحته: «الدواء ده... والدك اللي بعته؟» أظلم وجه سيلا وهي تقول بصوت منخفض: «العجوز  الحقير ده مختفي بقاله أكتر من سنة... وأنا اللي عملت ...

العرافة

صورة
  الفصل الثالث   سألت المرأة بنبرة مشبعة بالريبة: "مين دي يا حبيبي؟" تنهّد ريان بقلق، ودفع المرأة بخفة إلى الداخل: "ادخلي إنتِ الأول... عايز أتكلم معاها شوية." لكنها لم تبرح مكانها، وأصرت بنبرة حادة: "قبل ما أدخل... قوليلي مين الست دي؟" قالت قمر بهدوء مشوب بالتحدي: "أنا حبيبته." صرخت المرأة، وقد علت نبرتها بانفعال: " ايه الكلام الفارغ ده! ده جوزى . حبيبته ايه ؟" قاطعهم ريان بصوت عالٍ: "كفاية! إنتوا الاتنين اسكتوا." نظرت إليه قمر، وقالت بصوت مكسور: "ريان... إنت اتجوزت؟! مش كنت قايللي إنك هتيجى تقدملى اخر السنه ؟" أما المرأة الأخرى، فاشتعل غضبها وقالت: "إيه اللي بيحصل هنا؟! مين دى وتقدملها ايه رد عليا  قطعتها قمر بانفجار غاضب: "إنتي اللي سرقتي منى ! وعايزة الكل في البث المباشر يشوف حقيقتك!" صرخت المرأة: "إنتي بتسجّلي؟! والله لأخلص عليكي يا..." وفي لحظة، سُمع صوت صفعة مدوية، تلاها ارتطام الهاتف بالأرض وانطفاء الشاشة. استمر الصخب والشتائم، لكن "سيلا" لم تعد تصغي. فقدت اهتمامها كما لو كا...

العرافة

صورة
  الفصل الثاني  حين وصلت سيارة عثمان إلى ملهى La Nuit Rouge، كانت سيلا تنتظره أمام المدخل، بجوار لوح التزلج، كأنها ملكة تنتظر إعلان نهاية المعركة. الغرفة 1900، مقر عثمان الخاص. جلس عثمان خلف طاولة فاخرة، يشرب نبيذ بهدوء وثقة. لم يكن يعلم بزواجه سوى قبل ثلاثة أيام. بعد وفاة والده، وبينما كان يستلم مسؤوليات العائلة، سلّمه المحامي حقيبة جلدية تحوي أوراق زواجه. اختار له والده زوجة تدعى سيلا، وتزوّجا رسميًا بعقد قانوني. الآن، هي جالسة أمامه، تعبث بقلمها المعدني، ويعلو ملامحها الزهق. قبل أيام، دقّ باب منزلها، لتجد عثمان يقف هناك ومعه وثائق الزواج. سألها: «ليه اتجوزنا؟» وكان ذهولها لا يقل عن ذهوله. لو لم يأتِ، ما كانت لتعرف. شدّ انتباهه القلم الذي تديره في يدها بخفة. قلم نادر، يدور وكأنه آلة موسيقية صغيرة. أشار لسليم: «خرج الورق.» ناولها سليم وثيقة أنيقة. «آنسة سيلا، دي اتفاقية الطلاق. لو كل حاجة واضحة، ممكن توقعي.» تصفحت سيلا الوثيقة دون اكتراث. أغلبها بنود تحفظ سرية زواج لم تعرفه أصلًا. لكنها توقفت فجأة عند بند معين: «فين التعويض المالي؟» ناولها سليم شيكًا على بياض. قال عثمان، وهو ...

العرافه

صورة
                    الفصل الاول  استلقت سيلا صالح فوق سريرٍ أبيض في غرفة معقّمة، مُتصلة بأجهزة طبية تُراقب أنفاسها ونبضها. وخلف الستار، كانت همسات خافتة تتسلل إلى أذنيها بين رجلٍ وامرأة. قال الرجل بصوتٍ خافت ساخر: "البنت دى  .. حظها وحش جدا. لسه جاية من الريف علشان تعيش مع أهلها الحقيقيين، وأول حاجة عملها أبوها إنه بعتها أوضة العمليات علشان ياخد كليتها! بجد مأساة لبنت بالجمال ده." همست المرأة وهي تلتفت نحوه: "وطّي صوتك! دي لسه ما تعرفش إنها هتخسر كليتها ." ضحك بسخرية: "يعني إيه المشكلة؟ دى واخدة جرعة تخدير كبيره وهتفضل نايمة لحد ما نخلّص. على فكرة، ظهرت نتيجة التوافق؟" أجابت المرأة بهدوء: "أيوه، النتيجة إيجابية بنسبة كبيرة. حالة السيد جاد بتسوء، وما ينفعش نأجل أكتر من كده. العملية هتبدأ الساعة سبعة بالليل." اقترب الرجل من سيلا، رفع قميصها الطبي، ولمس خصرها برفق وقال: "صعب أوي نجرح الجلد النضيف ده... بس الشغل شغل." وفي اللحظة التي أوشك أن يتابع فيها ما بدأه، فتحت سيلا عينيها فجأة... نظرة باردة تسكنهما، كالثلج. شهقت المرأة: "دي ص...

العرافة

صورة
              مقدمه ❤️🔥 "هذه رواية لا تشبه غيرها... فيها الواقع يتنكر في هيئة خيال، والخيال يهمس لك بأنه ربما كان حقيقة. ستقابل حبًا يولد في عتمة الغموض، ومشاعر تلامس القلب وتُربكه. كل مشهد، كل همسة، كل صدفة... قد تكون بداية لحقيقة لا تُصدَّق. وبين السطور، ستفقد إحساسك بالزمن، وربما بنفسك أيضًا. فكن مستعدًا لرحلة لا تُنسى، حيث العشق سرّ، والحقيقة حلم، والخاتمة... مفاجأة ✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️ في زاوية مظلمة من الحياة، حيث تتشابك الخيوط الخفية للمصير، تظهر سيلا صالح كشعلة في عتمة مؤامرة دنيئة. فتاة من الريف، تجد نفسها فجأة في قلب أزمير الصاخبة، مستهدفة من قبل عائلة التهامي الثرية التي تبحث عن كلية لابنها المريض، جاد. لكن سيلا ليست بالضحية الساذجة التي يتخيلونها؛ فخلف هدوئها الظاهري يكمن عقل حاد وروح متمردة، قادرة على قلب الطاولة على من يحاولون استغلالها. تتوالى الأحداث، وتكشف سيلا عن ذكاء يفوق التوقعات، متجاوزة كل محاولات الخداع، وتواجه الأكاذيب والخيانات بقوة وشجاعة. وبينما تسعى للانتقام لوالدتها التي طالما تجاهلتها عائلة التهامي، تجد نفسها متورطة في ...

العرافة

صورة
                اقتباس 🥰 وفور إغلاق الباب، اقترب عثمان منها، حاجزًا المسافة بينهما، وكأنه يضغط على صدرها بصمت لا يُرى. قال بصوت منخفض: «هتعتمدي على مين في لمّ الكوارث اللي عملتيها؟» رغم طوله المهيب وحضوره الطاغي، لم تتزحزح سيلا. بل ردّت بابتسامة هادئة: «على جوزي.» ضاقت عيناه وهو يسأل: «وفين جوزك دا؟» همست، وعيناها تشعّان دهاءً: «ال واقف قدامي دلوقتي؟» نظر إليها بدهشة ممزوجة بشيء من الإعجاب، ثم قال بلهجة تحمل سخرية مبطنة: «إيه اللي يخليكي فاكرة إني هدفع تمن مصايبك؟» أجابت، وهي تميل برأسها بخفة: «مش جيت تحل المشكلة؟» فُتح باب الاسانسير، وتحركت سيلا برشاقة لتغادر. لحق بها عثمان وهو يسأل: «كنتي متأكدة إني هاجي؟» ابتسمت، دون أن تنظر إليه: «مافيش حاجة أكيد أكتر من كده.» قال بنبرة مشوبة بالشك: «ليه الثقة دي كلها؟»     ✨️✨️✨️✨️✨️✨️✨️