العرافه
الفصل الاول
استلقت سيلا صالح فوق سريرٍ أبيض في غرفة معقّمة، مُتصلة بأجهزة طبية تُراقب أنفاسها ونبضها. وخلف الستار، كانت همسات خافتة تتسلل إلى أذنيها بين رجلٍ وامرأة.
قال الرجل بصوتٍ خافت ساخر:
"البنت دى .. حظها وحش جدا. لسه جاية من الريف علشان تعيش مع أهلها الحقيقيين، وأول حاجة عملها أبوها إنه بعتها أوضة العمليات علشان ياخد كليتها! بجد مأساة لبنت بالجمال ده."
همست المرأة وهي تلتفت نحوه:
"وطّي صوتك! دي لسه ما تعرفش إنها هتخسر كليتها ."
ضحك بسخرية:
"يعني إيه المشكلة؟ دى واخدة جرعة تخدير كبيره وهتفضل نايمة لحد ما نخلّص. على فكرة، ظهرت نتيجة التوافق؟"
أجابت المرأة بهدوء:
"أيوه، النتيجة إيجابية بنسبة كبيرة. حالة السيد جاد بتسوء، وما ينفعش نأجل أكتر من كده. العملية هتبدأ الساعة سبعة بالليل."
اقترب الرجل من سيلا، رفع قميصها الطبي، ولمس خصرها برفق وقال:
"صعب أوي نجرح الجلد النضيف ده... بس الشغل شغل."
وفي اللحظة التي أوشك أن يتابع فيها ما بدأه،
فتحت سيلا عينيها فجأة... نظرة باردة تسكنهما، كالثلج.
شهقت المرأة:
"دي صحيت! بسرعة، الحقنة الوريدية!"
لكن قبل ما يمد إيده للمخدر، ضربت سيلا وجهه بكل عنف.
"إزاي تجرؤ تلمسني يا كلب؟!"
سقط المخدر من يده، ارتبك، حاول يتراجع، لكن سيلا سبقت حركته بركلة قوية في صدره أطاحت به للخلف. ارتطم بالحائط، وسعل دمًا من شدة الضربة.
أما المرأة، ففقدت أعصابها واندفعت ناحية الباب، لكن قبل ما توصل للمقبض،
شعرت بوخز خفيف في رقبتها... إبرة فضية انغرست بهدوء خلف أذنها.
استدارت وهي تهمس:
"أنتِ..."
لكن الكلمات لم تكتمل، فقد سقطت مغشيًا عليها.
وقفت سيلا في المنتصف، يدها تمسك بقلم معدني أنيق خرجت منه الإبرة.
نظر إليها الرجل المذعور، يرتجف:
"إحنا بس كنا بننفذ أوامر... صدقيني..."
ابتسمت بسخرية باردة:
"كنتوا هتاخدوا كليتي وأنا نايمة؟ دكتور، كده شغلك خلص خلاص."
ودون تردد، غرزت المخدر في ذراعه. تهاوى في لحظات، والذعر لا يزال في عينيه.
نفضت يديها، ارتدت معطفًا أبيض من على الشماعة، وضعت كمامة طبية على وجهها،
وغادرت الغرفة كأنها طبيبة أنهت للتو عملية ناجحة.
كانوا فاكرين إنهم يقدروا يضحكوا عليها بجرعة مخدر وقت ما خدت عينة دم لاختبار الحمض النووي.
لكن سيلا كانت أذكى من إنهم يتخيلوها ضحية.
قبل أيام، ظهر جمال التهامى ، راجل معروف في ازمير بامتلاكه سلسلة مطاعم ضخمة، وقال لها إنها بنته اللي اتسابِت زمان في الريف مع طليقته.
ادعى إنه ندمان، وإنه عايز يعوّضها، بس بشرط بسيط: تيجي تعمل اختبار أبوة في المستشفى الخاص بتاعه.
سيلا وافقت. مش علشان صدقت، ولكن علشان الفضول... وعلشان تكشف لو كان في حاجة ورا الستار.
وبالفعل، اتضح إن جمال ما كانش بيدوّر على لم شمل، إنما كان بيدوّر على كلية لابنه المريض.
لكن سيلا مش من النوع اللي يُخدع مرتين.
"عايزين كليتي؟ يبقى تستنّوا هديتي قريب."
في الدور العلوي من Key Hotel"، كان الحفل الرسمي لتوقيع عقد جديد.
عائلة زهران، العائلة العريقة اللي ليها تاريخ بيتعدى المية سنة في أزمير، كانت حاضرة.
في مقدّمتهم كان عثمان زهران، شاب أسطوري في مجاله، هادئ، صارم، وذو هيبة تفرض الصمت.
اللي وُقِّع معها العقد كانت جنى التهامى ، عبقرية شبكات، ومصممة نظام أمان جديد فاز بجوايز خلال شهور قليلة وصنفت كنجمه جديده فى عالم القراصنه.
هى حلمها تعيش كـ"مدام زهران".
قال جمال بفخر:
"يشرفنا، ان جنى هتتعاون مع عائلة زهران! ده شرف كبير جدًا كان سعيد جدا لتأسيس اخيرا علاقه مع عائله زهران حتى انه نسى ابنه موقتنا الذى كان ينتظر زراعه كليه فى المستشفى "
أما شهيره ( ممثله سابقه ضحكت عليه واغرته بجمالها طلق مراته وتزوجها بعد فضيحه كبيره )، فقالت بابتسامة:
"مع النظام اللي صممته جنى، الفندق هيبقى حصن محصن. ما فيش داعي لأي قلق."
لكن وسط كل الفخر ده، بدأت الأضواء تومض بشكل مفاجئ.
سألت شهيره بقلق:
"في إيه؟ هو في حريق؟"
وفجأة، دوى انفجار من السقف، وتحطم مصباح الكريستال الفاخر!
انطلقت رشاشات المياه، ودبّ الذعر في القاعة، إلا عثمان... جلس بهدوء الملوك، والحرس حواليه بيتصرفوا بسرعة البرق.
رفَع أحد الحراس مظلّة سوداء، وغطّى عثمان.
وما إن هدأ الموقف قليلًا،
حتى انفتح الباب فجأة.
دخلت امرأة طويلة القامة، ترتدي معطفًا ومعه قبعة سوداء ، تخفي جزءًا من وجهها.
لكن جمالها كان فاضحًا رغم كل شيء.
عثمان نظر إليها... ثم لمع شيء في عينيه. هل يعقل أنها هي؟
أشار لحراسه بعدم التدخل.
جمال كان أول من تكلم، ووجهه اتبدل للون الرماد:
"سيلا؟! إنتي بتعملي إيه هنا؟ مش المفروض تكوني في المستشفى؟"
لكن سيلا لم تُجِب، بل رمت تقرير الحمض النووي عليه:
"ما قلتش إنك هتديني نص ممتلكات عيلة التهامى لو أثبت إني بنتك؟ النتيجة اهي.
يا ترى... مستعد توفي بوعدك؟"
مزّقت شهيره التقرير إلى نصفين وهي تصرخ:
"إنتَى بتهزرى؟ هتاخد ثروة عيلة التهامى بورقة مزوّرة؟ إنتى بتحلمى!"
ضحكت سيلا في هدوء، كأنها كانت تتوقع رد الفعل ده مسبقًا.
"أنا عاملة نسخ كتير من نفس التقرير، فلو فاكرة إنك خلّصتي كده، تبقي ساذجة."
قطّب جمال حاجبيه وقال بحدة:
"إنتي عايزة إيه؟"
رغم إن ملامحه كانت ثابتة، قلبه كان بيرتعش من التوتر.
هل البنت دي ظهرت فجأة علشان حاجة حصلت في المستشفى؟
بس ما جابتش سيرة، وده خلّاه أكتر توتر.
نظرت له سيلا في هدوء ولاحظت الذعر اللي بيحاول يخبيه.
قالت، بصوت فيه ألم مكبوت:
"مقام عايلة التهامى في عالم الصناعات الغذائية، متعلّق بالوصفات اللي أمي سابتها قبل طلاقها."
"أمي ما طالبتش بحقوقها علشان كانت مدمّرة بعد الخيانة... بس أنا مش هسكت، مش هسيبها تبلع المرارة دي لوحدها."
"قيمة شركاتكم السوقية، بشكل متحفّظ، حوالي أربعين مليار دولار.
مش عايزة كتير. حولوا اتنين 20مليار لحسابي خلال تلات أيام، وخلاص."
كلامها كان زي صفعة على وش جنى اللي نسيت تمسك أعصابها وقالت بانفعال:
"سيلا، بلاش لعب بالنار! أبويا حسّ بالشفقة عليكي علشان كنتي عايشة في منطقة معدومة. لولا كرمه، كنتي هتبقي فين أصلاً؟"
نظرت لها سيلا بازدراء:
"وانتِى كمان؟"
جنى فردت صدرها وقالت بفخر زائف:
"أنا الوريثة الشرعية لعايلة التهامى."
ابتسمت سيلا بسخرية:
"آه، إنتي الارجوز اللي بتسوق نفسها كعبقرية علشان كسبتي جايزة واحدة بس على نظام أمان؟"
عيون جنى احمّرت:
"بتقولي على مين ارجوز؟"
أشارت سيلا بذقنها نحو الفوضى اللي في القاعة:
"العبقري الحقيقي عمره ما يعرّض نفسه للمهانة كده."
الاستفزاز دخل في دم جنى، فرفعت إيدها علشان تضربها،
بس سيلا كانت أسرع، وضرينها بالقلم بقوة،
قلم رجّت المكان وسكتت الكل.
جنى حطت إيدها على خدها وسألت وهي مش مصدقة:
"إزاي تضربيني يا حقيره ؟!"
ردّت سيلا وهي بتفرك كفها:
"اللي يبدأ بالإهانة هو الحقير، مش اللي بيرد."
شهيره اتجنّنت لما شافت بنتها بتضرب، فصاحت:
"يا بنت الـكلب.. إزاي تضريى بنتى ؟! إنتِ بنت حرام !"
الكلمة دي خبطت في نقطة ضعيفة عند سيلا.
مسكت كاس نبيذ أحمر وسكبته على وش شهيره من غير تردد.
قالت بصوت مليان احتقار:
"لولا إن أمي ضحّت وسابتلك الطريق، يا قذره ، كان عيالك من راجل متجوز هما اللي يتقال عليهم ولاد حرام ."
النبيذ دمّر المكياج اللي على وش شهيره،
وكان واضح إن سيلا مش ناوية تسكت.
جمال، اللي كان بيغلي، انفجر:
"سيلا! انتى بتعتدى على الناس كده قدام الكل؟ إنتِ فاكرة القانون لعبة؟"
رفعت حواجبها وقالت بتحدي:
"قانون إيه؟ ورّيني."
شهيره مسحت وشها من النبيذ وصرخت:
"إنتي جبتي آخرتك! دي أملاك زهران! عارفة يعني إيه ده انتى كتبتى نهايتك بايدك ؟"
بصّت سيلا على عثمان، اللي كان قاعد بيتفرج في صمت:
"الكلام ال بتقوله حقيقى ؟"
رد وهو ثابت:
"جرّبي وشوفي."
في اللحظة دي، لقيت سيلا مضرب بيسبول مزخرف في الزاوية.
مسكته، جرّبته في إيدها،
وبدأت تكسّر الزينة والديكورات في القاعة واحدة ورا التانية.
الحركة كانت سريعة،
في أقل من دقيقتين، القاعة اللي كانت متزيّنة كأنها لوحة فنية، بقت ساحة خراب.
وبعد ما خلّصت، رمت المضرب وقالت بهدوء:
"أنا جرّبت."
الكل كان مذهول، حتى عثمان نفسه، بس ملامحه ما اتغيرتش. وعايله التهامى مرعوبه جدا من التكسير ده .
وعلى الرغم من الاستفزاز والاهانه لكرامته لم يتعصب عثمان بدلا من ده كان مستمتع بما يحدث أمامه
خمس دقايق عدّت، والشرطة وصلت.
"بلغونا إن في حد عامل شغب هنا."
ضيّق عثمان عينيه وسأل:
مين اللي بلغ؟
جنى رفعت إيدها وقالت من غير ما تحس بنبرة عثمان :
"أنا اللي اتصلت. هي اللي بدأت وكل حاجة حصلت بسببها."
شهيره اتدخلت بصوت مشحون بالغضب:
"دي حتى رشّت النبيذ في وشي! خدوا البت دي واسجنوها."
الشرطة شافت سيلا بالمضرب، وحددوا هدفهم فورًا.
"آنسة، سلّمي السلاح وتعالي معانا للتحقيق."
رمت سيلا المضرب، وبصّت لجمال وقالت بابتسامة باهتة:
"عايلتكم كانت دايمًا كريمة معايا... فقررت أرد الجميل."
أثناء مرورها، لمح عثمان نظرة في عنيها...
نظرة فيها خبث وتحدي.
جمال قلبه اتقبض لو اتمسكت سيلا،
إيه اللي هيحصل لابنه اللي مستني كليتها فى المستشفى؟
اتكلم جمال بصوت مهزوز، متوسلًا لاعثمان:
"عثمان باشا، أنا آسف على اللي حصل.
سيلا غلطت، بس في الآخر دي بنتي.
تقدر تعدّيها المرة دي؟ علشانى؟"
شهيره فتحت عينيها بدهشة:
"جمال! بتتوسل عشانها؟!"
جنى اتكلمت باحتجاج:
"آه يا بابا! دي شتمت عثمان باشا وضربتني! تستاهل السجن!"
جمال صرخ وضرب جنى على وشها:
"اسكتوا انتو الاتنين!"
الاتنين اتجمّدوا من الصدمة.
وبعدين جمال رجع يبص لاعثمان بابتسامة ضعيفة وقال:
"لو أنقذتها، أنا هعوضك عن كل الخساير... أضعاف."
ابتسم عثمان ابتسامة غامضة:
"سيد جمال... بنتك دي عظيمة."
وسابهم ومشي.
عايلة التهامى واقفين مش فاهمين قصده إيه.
جنى حطت إيدها على خدها وعيونها بتدمع:
"بابا... إزاي تضربني؟"
شهيره كانت مخنوقة من الغضب:
"هي أهم مننا يعني؟!"
جمال زمجر وقال:
"نسيتي إن جاد مستني كلية في المستشفى؟ سيلا هي المتبرعة!"
وش شهيره شحب.
دلوقتي فهمت سيلا كانت تقصد إيه بكلامها قبل ما تمشي.
"دي ناوية تخلينا ندفع التمن... بحياة ابننا؟!"
صرخت شهيره وهي بترتعش:
"ابنى لو حصله حاجه هقتلها !"
وفي غرفة الاستجواب، كانت سيلا قاعدة، حطى رجل على رجل، وبتبتسم كأنها مش في مأزق.
الضابط خبط على الطاولة وقال:
". الجرائم اللي عملتيها تستاهل الحبس عملتى كده ليه"
ضحكت بخفة وقالت:
"في حد هيدفعلي الكفالة."
"الضرر اللي سببتيه للمكان بملايين. لو مالك الفندق قرر يرفع قضية، هتفلسي."
وقبل ما يكمّل، دخل زميله وهمسله بشيء.
الضابط اتفاجئ.
"هو... جه بنفسه؟"
لم تمضِ ساعة واحدة على احتجاز سيلا في مركز الشرطة حتى حضر عثمان زهران بنفسه لكفالتها.
سأل الضابط المسؤول، بنبرة لا تخلو من الاستغراب:
«عثمان باشا، حضرتك متأكد إنك عايز تسوّي الموضوع دا بشكل ودي؟»
ألقى عثمان نظرة عميقة على سيلا، بدت فيها جسمها سليم حتى لو تعبانه شويه ، ثم أطلق تأوّهًا خافتًا يعبّر عن قبوله.
كان المحقق في حيرة من أمره.
قال بنبرة جادة:
«التقدير الأولي للأضرار اللي حصلت في فندقك بيتجاوز المليون دولار...»
كانت سيلا تدير قلمًا بين أصابعها كأنها تعبث بزمنٍ لا يعنيها، ثم قالت:
«أنا عليّا كام؟ هخلى جوزى يدفع التعويض.»
ارتفع حاجبا عثمان قليلًا، ونظر إليها بنظرة غامضة امتلأت بتناقضات يصعب تفسيرها.
وبعد انتهاء إجراءات الخروج، دخل الاثنان إلى الاسانسير، كلٌ منهما في طرفه.
وفور إغلاق الباب، اقترب عثمان منها، حاجزًا المسافة بينهما، وكأنه يضغط على صدرها بصمت لا يُرى.
قال بصوت منخفض: «هتعتمدي على مين في لمّ الكوارث اللي عملتيها؟»
رغم طوله المهيب وحضوره الطاغي، لم تتزحزح سيلا. بل ردّت بابتسامة هادئة:
«على جوزي.»
ضاقت عيناه وهو يسأل: «وفين جوزك دا؟»
همست، وعيناها تشعّان دهاءً: «ال واقف قدامي دلوقتي؟»
نظر إليها بدهشة ممزوجة بشيء من الإعجاب، ثم قال بلهجة تحمل سخرية مبطنة:
«إيه اللي يخليكي فاكرة إني هدفع تمن مصايبك؟»
أجابت، وهي تميل برأسها بخفة: «مش جيت تحل المشكلة؟»
فُتح باب الاسانسير، وتحركت سيلا برشاقة لتغادر. لحق بها عثمان وهو يسأل: «كنتي متأكدة إني هاجي؟»
ابتسمت، دون أن تنظر إليه:
«مافيش حاجة أكيد أكتر من كده.»
قال بنبرة مشوبة بالشك: «ليه الثقة دي كلها؟»
«عشان عندنا مصالح مشتركة.»
«بس مش هتستمر كتير.»
في تلك اللحظة، توقفت سيارة فخمه سوداء أمامهما، ونزل سليم من مقعد السائق، وفتح الباب باحترام: «اتفضل عثمان باشا.»
لكن عين عثمان لم تترك وجهها. «نتكلم عن الطلاق؟»
ردّت بهدوء:
«أنا جاهزة لما تكون إنت جاهز.»
أشار لها بحدة:
«اركبِي.»
نظرت سيلا نظرة عابرة لطراز السيارة وشعارها، وومض في عينيها شيء أقرب للشر، لكن سرعان ما اختفى.
قالت ببساطة:
«عندي دوار حركة... اختار مكان، وهجيلك.»
«أنا مابستناش حد.»
ضحكت بخفة:
«لو خليتك تستنى ثانية، هخسر...»
قاطعها بصوت حاد:
«الغرفة 1900... فى La Nuit Rouge.»
قبل أن يلتقط أنفاسه، أوقفت سيلا مراهقًا على لوح تزلج، همست له ببضع كلمات وسلمته نقودًا. أعطاها اللوح وهي تنطلق عليه بخفة، تلوّح لهما بابتسامة مرحة.
وقف سيلم مذهولًا، بينما ظل عثمان يتابعها بنظرة صامتة.
وفي الجهة الأخرى، لم يكن جمال يعلم بخروجها من الحجز.
جاد التهامي كان في حالة حرجة، والكُلى التي كان هيخدها من سيلا كانت الأمل الوحيد في إنقاذه.
لكنها في لحظة فارقة... حطمت فندق عثمان.
حتى لو أراد جمال تعويض عشرة أضعاف، طالما أن عثمان لم يسمح لسيلا بالرحيل، لم يكن ليتجرأ.
وما إن غادر الفندق بصحبة زوجته وابنته، حتى وصله اتصال صادم من المستشفى.
تم بلاغ رسمي: أطباء في مستشفى خاص تورّطوا في سرقة أعضاء من أشخاص أصحاء، دون علمهم، مقابل المال.
عائلات الضحايا تطالب بالعدالة، والفضيحة انتشرت كالنار.
الشرطة قبضت على كل المتورطين... ومن بينهم الأطباء الذين سيجرون عملية جاد.
وبينما كانت الأخبار تُعرض، ترنّح جمال وسقط أرضًا.
الآن، سيلا محتجزة، والأطباء في السجن. فمن سينقذ ابنه؟
✨✨✨✨✨✨✨✨
تعليقات
إرسال تعليق